الخيَال مصدرُ كل النِعم



يقال أن ملك الصين طلب من أحد الرسامين أن يرسم له مناظر جدارية طبيعية في غرفة نومه، وبعد مضي أيام استدعاه على عجل وطلب منه أن يمحو الشلال الذي رسمه على الجدار، لأن صوت خريره كان يمنعه من النوم!

عقلنا يصنع جزءاً من العالم الذي نشاهده ويخلقه في ذهننا، لذا فلا يوجد في الحقيقة عالم خارجنا، بل ننحن نسكن عالماً ممزوج ونصنعه عبر خيالنا -حرفياً
حتى أصدقائنا عادة نعرف عن بعضهم ربما تسعين في المئة ويقوم العقل بإكمال بقية الصورة والتدخل لصنع صورة ذهنية معينة عنهم، وهذا يجعل الخيال جزء من الواقع وامتداد للعقل وليس وهماً، والجميع يتذكر الصورة التي يظهر فيها مثلث ينقصه ضلعٌ واحد،لكن الكثير لاينتبه لاختفاء أحد أضلاعه،بل يراه مثلثاً مكتمل الأضلاع، العقل صحح الخطأ وعوض النقص، إذاً صورة العالم التي نراها في الخارج جزء منها يُصنع داخلنا، نحن نعيد صياغة العالم ونعيد انتاجه،لذا عالمي يختلف عن عالمك وإن كنّا نعيش فيه سويا وننظر لذات الإتجاه.
‏‏

إذاً هل يمكن إعادة تشكيل العالم، أعتقد نعم ولو بشكل جزئي، فنحن نخوض حواراً يومياً مع الحياة، وهذا الحوار قابل للتوسع، عبر تطوير الأفكار وتعميق المشاعر والأحاسيس، الجانب العقلي والنفسي والروحي هذه الركائز تتحكم بهذا الحوار الإجباري،الذي لا نتوقف عن خوضه حتى وقت النوم -عبر الأحلام-


مقتبس من عمر دافنشي ⁦@KIMFOR123k⁩ 



تعليقات

المشاركات الشائعة