التأثير السيبراني على الاطفال








التأثير السيبراني على الاطفال 


- هل تعرف ان من المهم حقاً ان تنظر الى وجه طفلك ؟ الرضاعة وتبديل الحفاظات ليسا كافيين وحدهما , العناق والقبلات السريعة لاتكفي , يحتاج الاطفال لمن يتحدث معهم , يداعبهم , يربت عليهم ويلهو معهم انهم يحتاجون ايضاُ الى التواصل بالعينين , ليس هناك دراسة عن تطور الطفل في المراحل المبكرة لاتؤيد هذا
من خلال تعبيرات الوجه - تقبلك لهم بكل هدوء , حبك واهتمامك بهم , وحتى مداعباتك التي ربما كانت عصبية بين فترة واخرى - ينتعش الاطفال ويكبرون , هكذا نتعلم اسلوب التواصل الوجداني معهم , ميول الطفل العاطفية , اسلوب التواصل معه , يخلق او ( يغرس في الجهاز العصبي ) من خلال التجارب المبكرة التي يمر بها مع الوالدين او المربين , اذا حصل تواصل سليم مع الطفل من خلال التفاعلات المستمرة بين الطفل ووالديه , يصبح قالب الشخصية  الذي يشكل الارتباطات العاطفية المستقبلية اكثر اماناً , ونمط الارتباط الآمن يمنح الطفل فرصة افضل ليصبح واثقاً من نفسه ومتحكماً بها وقادراً بسهولة أن يتفاعل مع الآخرين , يؤثر اسلوب ارتباط الطفل مع والديه على كل شيء في حياته ابتداء من كيفية عقد صداقات الى اختيار شريك الحياة ومصير علاقات الزواج


- يتكون الارتباط العاطفي لدى البشر في مراحل مبكرة من الحياة , لكنه لايحفر في الصخر , يستمر قالب شخصيتنا العاطفية وغيره من الهياكل التركيبية في التكيف طوال حياتنا , غالباً مايوصف الدماغ البشري بأنه - بلاستيكي - أي انه قابل للتغيير , مادياً , وظيفياُ , كيميائياً
الكثير من التجارب التي اجريت خلال القرن الماضي اظهرت النتائج الخطيرة للحرمان الحسي  والاجتماعي في بعض المراحل الحاسمة من الطفولة المبكرة  والتأثيرات اللاحقة على تطورات اخرى وثبت ان التواصل السوي  او انماط  " الارتباط " مهم جداً للنمو الذهني للأطفال وتطورهم
كيف يعمل الارتباط مع الطفل ؟ 
الام وطفلها يحتاج احدهما الى الآخر , انهما بحاجة الى التواصل والاهتمام المتبادل , لايمكن ان يكون الامر ببساطة طريقاً بمسار واحد , لا تتعلق المسألة بارتباط طفلك بك , التواصل البصري واللمس يعني ارتباطك انت مع طفلك

- اذا امضى الطفل الكثير من الوقت ببساطة وهو معرض لمحفزات سيبرانية دون تواصل مع العالم الواقعي - مع الناس الحقيقين , وحيوانات اليفة حقيقية , ولعب ودمى حقيقية , واشياء اخرى حقيقية , فهو يمكن ان يخسر مهارات مهمة جداُ ترتبط بمرحلة ما قبل الدراسة مثل التعاطف مع الاخرين , والقدرات الاجتماعية , وقدرات حل المشكلات , هذه من الاشياء الي يتعلمها الانسان اساساً من خلال استكشاف البيئة الطبيعية واستخدام الخيال في قضاء وقت الفراغ في اللعب والابتكار بعيداُ عن التعقيدات

- الاطفال حديثو الولادة والصغار لايفهمون مالذي يشاهدونه على الشاشات حتى يبلغوا السنة الثانية تقريباً من عمرهم , لذلك فهذه الممارسة لا يمكن  ان تعزز المعرفة والفهم او المهارات الادراكية اثناء تشغيل شاشة الجهاز , لا يترك للطفل المجال لكي يلعب مع اشياء واقعية او يلهو وحده مع اقرانه - يستكشف العالم المادي - اي يتاح له مجال للتعلم الحقيقي
اثناء ذلك لا يتكلم الآباء والامهات مع اطفالهم الا قليلاً وهذا من الامور المهمة جداً لاكتساب اللغة بالنسبة للاطفال وكلما زاد وقت استعمال الشاشة فهذا يعني انقطاع التواصل البصري وقراءة تعبيرات الوجه

- هناك ضرر مؤكد ينشاً ببساطة من تضييع الوقت الذي ينبغي ان يكرس لعمل اشياء اخرى في العالم الواقعي , نعرف جميعاُ انها مهمة لأغراض النمو والتطور , لقد ظهر على نحو مؤكد ان تخصيص على الاقل ستين دقيقة في اليوم من - اللعب غير المفبرك - حيث يمتع الاطفال انفسهم , اما وحدهم او مع طفل اخر , دون وجود الكبار او تدخل تكنولوجي , يعتبر من الاشياء المهمة جداُ للنمو , يحصل هذا حين يستعمل الاطفال الخيال والابتكار , ويمارسون اتخاذ القرار وحل المشكلات , هذا اللعب غير المفبرك يساعد الاطفال على تطوير مفاهيم رياضية مبكرة , مثلاً : عن الاشكال والاحجام والترتيب والتنظيم والحساب البسيط وفي نفس الوقت تتطور لديهم مهارات حركية جيدة للتنسيق بين اليد والعين
هذا هو السبب في ان الكثير من خبراء النمو والتطور يعتقدون ان افضل الالعاب تلك التي تكون قوانينها بسيطة وقليلة , من خلال اللعب يكون لدى الطفل شي يتعلمه عن العالم

- مؤشرات واضحة على تأخر النمو الذهني لدى اطفال الروضة في بريطانيا , يرتبط تفاقم هذه المشكلة مع انتشار التابلت وسط الاطفال في مرحلة ما قبل المدرسة وهي ظاهرة لاحظتها جمعية المدرسين والمحاضرين ومن ذلك تأخر في وقت الانتباه والتركيز والمهارات الحركية والذكاء والكلام والاندماج مع الاخرين فضلاُ عن زيادة السلوك العدواني وعدم الرغبة في الاختلاط والسمنة والضجر

- فن النوم من المهارات التي لانستغني عنها في حياتنا يقدم خبراء الطب الاطفال الكثير من النصائح التي لاغنى عنها لتنظيم عملية النوم في مراحل العمر المبكرة بعضها جيدة حتى للبالغين . عليك ان تجعل الاضواء خافتة . تقلل النشاط ومصادر الاثارة الى اقل حد ممكن قبل موعد النوم . ينبغي ان يكون هناك روتين للاستعداد للنوم من قبيل هذه الاشياء مما يجعل الطفل مهيئاً بدنياً ومن خلال التكييف التقليدي يأتي النوم تلقائياً
ثبت ان مشاهدة التلفزيون لا تساعد على النوم ولن تفيد كروتين لمرحلة ماقبل النوم والاسوأ من ذلك التطبيقات التفاعلية المحفزة . لان التابلت الذي يعطى للاطفال في محاولة لجعلهم ينامون وتلك التطبيقات التي تباع كوسائل مهدئة تثيرهم اكثر ولا تجعلهم يهدوؤن 
يمكن ان يؤدي التعامل مع الشاشة الى اضطرابات النوم سواء لدى الاطفال او الكبار
لماذا ؟ لان تلقي انبعاث الضوء من الشاشة يمكن ان يشوش ايقاع الحياة اليومية

- وتبين دراسات اخرى ان صعوبات الانتباه والتركيز ترتبط بصفة خاصة مع محتوى البرامج التلفزيونية بينما لا يكون للبرامج التعليمية اي تأثير سلبي فإن الافلام ذات المشاهد العنيفة وغير العنيفة تخلق بعض المشاكل لاحقاً في الانتباه والتركيز
ان الاثارة الشديدة التي يتعرض لها دماغ الطفل ربما تكون ضارة لنموه المبكر , اساليب بعض برامج التلفزيون مع الفواصل الكثيرة السريعة وتقطيع اللقطات في الاخراج والمونتاج والمشاهد المتغيرة تجعل ذهن الطفل منشغلاً ب استجابة التركيز اي الانعكاس الذي يشتت الانتباه على الاضواء والاصوات الغريبة . هذا الانعكاس يجعل الطفل يركز اكثر على الشاشة ويمكن ان يقود الى اثارة شديدة للدماغ ثؤثر على مرحلة النمو

هناك باحثون اخرون يرون ان مشاهدة الشاشة - التلفزيون او العاب الفيديو - ربما ترتبط بمخاطر تتعلق بظهور مشاكل في الانتباه وقابلية التعلم , وكذلك احراز معدلات سلبية في الدراسة على المدى البعيد وظهر ان لذلك تأثيراً سلبياً على الوظائف التنفيذية ويسبب قصور في الانتباه والتركيز وتأخر الادراك والتعلم الضعيف والاندفاع والتهور وعدم القدرة على ضبط النفس ( اي السيطرة على نوبات الغضب )

- اذا كنت تقرأ كتاباً لطفلك فأنت تقدم له اكثر من مجرد قصة مصورة الامر له علاقة بالتواصل مع الطفل والتعاطف وخلق نسيج من الذكريات والروابط والالآف من التفاصيل الصغيرة العميقة الاخرى التي تحصل في لحظات من التقارب المادي . الامر يتعلق بالاهتمام والحب

- لان دماغ طفلك شيء صغير جداً ينمو بسرعة ويتطور من خلال محفزات حسية عليك التفكير في كل الحواس - اللمس . الشم . البصر . الصوت . التفاعلات والتجارب المبكرة للطفل تتحول الى شيفرات في الدماغ سوف تترتب عليه تأثيرات دائمة
-عليك الانتظار الى ان يصبح طفلك في السنة الثانية او الثالثة قبل ان يبدأ بقضاء وقت معين مع الشاشة واتخذ قراراُ واعياً بشأن قواعد استعمال الشاشة من قبلهم وان تأخذ بنظر الاعتبار ان الشاشات يمكن ان يكون لها تاثير سلبي عن نمو طفلك 
- راقب الوقت الذي تمضيه في التعامل مع الشاشة سواء كان الاطفال يشاهدون معك او لا وحدد الوقت الذي يشتغل فيه التلفزيون في المنزل واذا كانت شاشة الكمبيوتر دائمة مضاءة وترسل الاشارات كن واعياً لعدد مرات فتح هاتفك امام الطفل الصغير 
- عليك ان تفهم ان الاطفال من الناحية الطبيعية يتأثرون عاطفياً ويكونون حساسين جداً للاشياء المؤثرة عاطفياً او المزعجة او العنيفة , الدراسات تظهر ان الاطفال لديهم ادراك مختلف عن الواقع والخيال عما لدى الكبار , المشاهدة المتكررة للافلام المرعبة او العنيفة سوف تترك اشياء تختزن في ذاكرتهم مما يعني ان تتكون لديهم ذكريات مفزعة دائمة
- الوقت الذي يمضيه طفلك مع الشاشة في الواقع ربما يسبب تأخر النمو او حتى خللاً في الانتباه والتركيز وتأخر تعلم اللغة لدى الاطفال الذي يمضون اكثر من ساعتين في اليوم مع الوسائل التفاعلية

- يتفق علماء النفس على ان الاستشكاف جزء ضروري من مرحلة النمو من الناحية العاطفية الطفل الذي في التاسعة تتطور لديه قدرات على ضبط المشاعر والتحكم بها ابتداء من الانسحاب من العائلة والاباء والامهات وتكوين روابط مع نظرائه في المدرسة , انهم يكونون في بداية الطريق لتطوير " رؤية ذاتية " واستقلالية من خلال الحرص على تحقيق مكانة لهم بازاء الآخرين

- افضل الطرق لتعليم الاطفال المرونة من خلال عدم الالحاح بالبقاء تحت رعايتهم وحمايتهم بشكل مبالغ فيه , يتمكن الاطفال من شق طريقهم بأنفسهم وبذلك تتعزز قدراتهم ومهاراتهم في الحياة , يتحقق هذا بتعريضهم باستمرار الى مواقف صعبة تحتاج الى صلابة ومواجهة المخاطر 
- توصف المرونة بانها عملية تكيف لمواجهة المواقف الصعبة مثل الصدمات والمآسي او التهديدات وغيرها من المواقف التي تسبب التوتر مثل العلاقات العائلية والمشاكل المرتبطة بها ومشاكل صحية خطيرة او متاعب في العمل او مايتعلق بالوضع المالي للاسرة


- بمرور الزمن يقل التركيز على الذات وفي مرحلة ما قبل المراهقة يتعلم الاطفال التركيز اكثر على الاخر فيكونون مجاملين ومتعاطفين انهم يتذكرون مثلاُ عن طريق الاباء والامهات واشخاص اخرين لهم سلطة عليهم ان الاخرين موجودون في العالم وان لهم دوراُ مهماُ في حياتهم
- اذا وصلوا الى مرحلة المراهقة يمكن ان يركزوا اكثر على الذات من جديد يأتي هذا نتيجة انشغالهم بتكوين هويتهم

- ترى دراسة اجريت في جامعة اوهايو ان الاستمرار في الاطراء على الاطفال على اتفه الاشياء تشكل تأثيراً ثانوياً غير مقصود في نشوء الذات المتعالية


تعليقات

  1. صفحة قيمة شكرا على مجهودتك اتمنى انك تواصلي المشوار

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة